مكّتي لا جلالٌ على الأرضِ يداني جلالَها أو يفوقُ
ما تبالينَ بالرشاقةِ و السحرِ فمعناكِ ساحرٌ و رشيقُ
سجدت عندهُ المعاني فما ثمَّ جليلٌ سواهُ أو مرموقُ
و مشى الخلدُ في رحابِكِ مختالاً يمدُّ الجديدُ منهُ العتيقُ
أنتِ عندي معشوقةٌ ليسَ يخزي العشقُ منها و لا يُضِلُّ الطريقُ
ما أُباهي بالحسنِ فيكِ على كثرة ما فيكِ من مغانٍ تشوقُ
أنتِ قدسٌ فليسَ للهيكلِ الفاني بقاءٌ كمثلِهِ و سموقُ
كلّ حسنٍ يبلى و حسنكِ يا مكّةُ رغمَ البلى الفتيُّ العريقُ
دَرَجَ المصطفى عليكِ فأغلاكِ و أعلاكِ بعدهُ الصّدّيقُ
وَ شكوكٌ من الرّجالِ سبوقُ جدٍّ من خلفِهِ فجلّى سبوقُ
إن أرادوا القتالَ أرجفتِ الأرضُ و ضاقت على العدوِّ الطريقُ
أو أرادوا السّلامَ رحّبَ بالسّلمِ عدوٌّ أصابهُ التمزيقُ
ليسَ بغياً قتالُهُم إنه الرشدُ ينيرُ السبيلَ و التوفيقُ
كانَ في اللهِ حربهم و العداواتُ و في اللهِ سلمهم و الوثوقُ
نَجِدُ الأنسَ في رحابِكِ و البسطةَ حتّى كأنّنا ما نضيقُ
و يشدّ القلوبَ نحوكِ يا مكّةُ حبٌّ يطوي القلوبَ وثيقُ
ما نطيقُ الفراقَ عنكِ و هل يحملُ قلبٌ في الحبِّ ما لا يطيقُ
يا نفوساً تطوفُ بالبيتِ لولا حرمة البيتِ ميّزتها الفروقُ
أنتِ لولا الإسلامُ كنّا نرى السابقَ منّا يفوتهُ المسبوقُ