أكدت دراسة أعدها باحثون من قسم علم الأدوية في
كلية الطب بجامعة بوسطن ، أن عصير العنب الخالي من الكحول شرابا مفيدا
للقلب وصحته إذ يؤدي إلى رفع مستوى الكولسترول الجيد.
خلال الدراسة، قدّم للمشاركين نوع من عصير العنب ليشربوه بالتناوب مع عينة من عصير آخر مختلف لمدة 14 يوما لكل نوع .
وارتفع مستوى الكولسترول الجيد بصورة واضحة لدى المشاركين الشاربين لعصير العنب حسب التقرير الذي أورده الباحثون .
شاربو عصير العنب كانت نسبة (HDL) لديهم في حدود 50 ملغ/ دسل مقارنة مع حوالي 45 ملغ/ دسل لدى المجموعة الأخرى .
كما
لوحظ انخفاض مستوى مؤشرين هامين للإصابة بالالتهابات هما سوبرأوكسيد (
SUPEROXIDE ) وCD40 المنحل وهذا النوع من الالتهاب يلعب دورا أساسيا في
حدوث تصلب الشرايين.
هذا ومن جانب آخر، ومثلما هو فعال في تقليل
مخاطر إصابة النساء بسرطان الثدي، فقد أثبت عصير العنب الأحمر فعاليته
أيضا في وقاية الرجال من سرطان البروستات.. هذا ما توصل إليه العلماء في
مركز فريد هاتشينسون لبحوث السرطان.
ووجد الباحثون بعد متابعة
753 مريضا مصابين بسرطان البروستات وآخرين غير مصابين، ان شرب كأس من عصير
العنب الأحمر يوميا قلل خطر إصابة الرجال بالمرض بحوالي النصف.
وأظهرت
الدراسة، ان الرجال الذين استهلكوا أربعة كؤوس أو أكثر من العنب الأحمر
يوميا، قل خطر إصاباتهم بسرطان البروستات بنسبة 50 في المائة، كما قلّ خطر
الأورام العدوانية القابلة للانتشار بنحو 60 في المائة.
هذا ومن
جانب آخر، وعلى ذمة الأبحاث الغربية فقد اكتشف الباحثون مادة كيماوية في
النبيذ الأحمر أو (عصير العنب الأحمر) تشبه في عملها تأثير الأغذية
المحدودة السعرات في إطالة العمر.
ويمكن لهذا الاكتشاف أن يوفر
تفسيرا للآثار النافعة للنبيذ الأحمر. وإذا ظهرت نفس النتائج في الثدييات،
على الرغم من أن ذلك لا يزال بعيد المنال، سيفتح الأمل بأن هذا المركب
سيستخدم يوما ما في تأخير الإصابة بالأمراض بسبب التقدم في السن بين بني
البشر .
قال كبير الباحثين ديفيد سنكلير من كلية الطب في جامعة
هارفارد بالولايات المتحدة، "قبل 70 عاما وجدنا أن تحديد السعرات في
الفئران يزيد في طول عمرها وخلال السبعين عاما الماضية بحث الناس عن طرق
لتفسير ذلك ولكننا الآن أظهرنا بأن بإمكاننا التحكم في مسارات طول العمر
بواسطة جزيئي صغير".
والمركب عبارة عن بوليفينول نسمى
resveratrol ويوجد في العنب. وقد أظهرت دراسة قديمة أن هذه المادة يمكن أن
تقي الإنسان من مرض القلب ولكن خصائص إطالة العمر لها في الخميرة وإمكانية
توسيع ذلك ليشمل الثدييات لا تزال غير معروفة .
قال ديفيد
فنكلشتاين من المعهد الأميركي القومي للشيخوخة في واشنطن " إن الطريق بين
الخميرة والبشر طويل . ولكن الدراسة أشارت إلينا بالطريقة التي ينبغي أن
نسلكها ".
بوليفينول فعال
إن تحديد السعرات في الخميرة ينشط إنزيما نسمى SIR2 يعتقد بأنه يطيل العمر من خلال تثبيت الحمض النووي DNA .
وقد
اكتشف سنكلير وزملاؤه مجموعة من البوليفينول عملت على تنشط هذا الجين في
الخميرة مما أدى إلى زيادة في طول عمرها. وكان أقوى المركبات البوليفينول
الذي رفع معدل طول العمر بحوالي 70 بالمائة.
وأشار العملاء إلى أن مركب resveratrol يعمل كمضاد للأكسدة طاردا الجذور الراديكالية الضارة التي تتلف الخلايا.
ولكن
سنكلير وجد أن المركب ليست له آثار قوية ضد الأكسدة في الخميرة. قال
الباحث، "تبدو خصائص إطالة الحياة بأنها تعتمد على تنشيط SIR2 . ويعتقد
سنكلير أيضا أن العملية مسؤولة عن المنافع الصحية التي يجنيها الإنسان من
شرب النبيذ الأحمر.
وتكشف النتائج الأولية التي لم تنشر بعد عن
أن resveratrol يطيل العمر أيضا في الديدان والذباب، بحسب سنكلير. وفي حين
أن تحديد السعرات الذي يعمل من خلال مسار SIR2 يمكن أن يؤدي إلى إطالة عمر
الديدان والفئران، فإن لا أحدا يعلم ما إذا كان ذلك يحصل في الحيوانات
الثديية الأعلى مرتبة.
والدراسات على هذه الحيوانات جارية الآن
ولكن النتائج لن تكون متوفرة قبل مضي عدة سنوات. وفي غضون ذلك يمكن للناس
الاستمرار في الاستمتاع في كأس من النبيذ الأحمر على العشاء ولكن
فرنكشتاين يقول، " إن من الحمق القول إن شرب قدح من النبيذ يوميا سيجعلك
تعيش 150 عاما"!
مع العلم أن دراسة بريطانية حديثة قد أكدت أن
التأثيرات الصحية للكحول الناتجة عن الإفراط في الشرب أو الاستهلاك
المتوسط أو عدم الشرب على الإطلاق تظهر في مراحل مبكرة من الحياة.
وأفاد
الباحثون في دراستهم التي استندت إلى تصنيف 9605 رجال ونساء ولدوا في
الجزر البريطانية عام 1958 حسب وحدات الشرب، حيث تعادل كل واحدة نصف باينت
من البيرة، أو كأسا من النبيذ أو الويسكي، أن الآثار الصحية للتلف الكحولي
في الرجال والنساء على حد سواء تظهر في سن الثالثة والثلاثين اعتماد على
الحالات المرضية للأفراد كوجود مشكلات أو اضطرابات نفسيه أو أمراض مزمنة.
وأوضح
الخبراء في معهد صحة الطفولة في لندن، أن الأفراد الذين يشربون بشكل خفيف
هم النساء اللاتي لا يشربن أكثر من 5 وحدات أسبوعياً والرجال الذين لا
يتناولون أكثر من 10 وحدات، بينما يتضمن الأفراد الذين يفرطون في تناول
المسكرات، النساء اللاتي يشربن أكثر من 20 وحدة أسبوعياً والرجال الذين
يتعاطون أكثر من 35 وحدة، أما الممتنعون، فهم الذين لا يشربون الكحول
مطلقاً.
وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة "لانسيت" البريطانية،
أن الآثار الصحية لاستهلاك الكحول تتصاحب بشكل ملحوظ مع اعتلالات مرضية
تظهر في عمر 33 عاما بين الرجال والسيدات المفرطين في الشرب أكثر مما هو
عليه بين المعتدلين.