دخلت قوات السلطات الليبية الجديدة الجمعة مدينة بني وليد وتقدمت في مدينة سرت حيث تدور معارك عنيفة للسيطرة على هذين المعقلين للزعيم الليبي معمر القذافي المخلوع.وغداة الزيارتين اللتين قام بهما لليبيا اول زعيمين غربيين منذ سقوط نظام القذافي، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة مشيدا ب"انتصار" الديموقراطية في هذا البلد.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام ان "الثوار دخلوا بني وليد" الواقعة في الصحراء على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، معربا عن الامل في "حسم الموقف هذا المساء".
ودارت معارك عنيفة بعد الظهر في منطقة السوق استخدمت فيها الصواريخ. وقال المقاتل في المجلس الوطني الانتقالي حاتم تاجوري لوكالة فرانس برس ان "انصار القذافي يتحصنون في حي واحد هو حي الديوان". ولم يكن في وسعه اعطاء حصيلة للضحايا.
وذكر شهود ان عشر سيارات اسعاف نقلت خمسة عشر جريحا من المقاتلين الموالين للمجلس الوطني الانتقالي.
وقبل فتح هذه الثغرة الجديدة في المناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرة انصار القذافي، دخل انصار المجلس الوطني الانتقالي مساء الخميس سرت مسقط رأس الزعيم الهارب والتي تبعد 360 كلم شرق العاصمة، بعد ستة ايام على انتهاء المهلة التي اعطتها السلطات الجديدة لانصار القذافي.
وتواصلت المعارك في المدينة المتوسطية ودارت معارك طاحنة حول المطار. وشاركت فيها عشرات سيارات البيك اب المدججة بالسلاح وثلاث دبابات من تعزيزات المجلس الوطني الانتقالي التي اتت من الغرب.
وقال ابراهيم صويب احد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي ان "الثوار باتوا يسيطرون حتى الان على نصف سرت وان شاء الله سنسيطر على النصف الثاني اليوم".
وقال عبد الباسط جبري العضو في فرقة للمجلس الوطني الانتقالي ان "الثوار قد تقدموا في سرت لتقدير حجم المقاومة. واليوم، يستخدم انصار القذافي اسلحة ثقيلة تفوق ما استخدموه امس".
واعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي مقتل 11 من عناصرها وجرح 34 في معركة سرت حتى الان.
لكن المتحدث باسم الزعيم المخلوع موسى ابراهيم، المتواري ايضا، قال ان انصار القذافي "على اتم الاستعداد" ومصممون على "المقاومة حتى النصر"، مؤكدا ان "المعركة لم تنته بعد"، وذلك في اتصال هاتفي مع محطة الرأي في سوريا.
واضاف "سيشن الحلف الاطلسي غارات على مدن سرت وبني وليد وسبها التي تقاوم ... وعلى بضع جبهات وبضعة محاور، لكننا على اتم الاستعداد وسنصد هذا الهجوم".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، اشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بانتصار الشعب الليبي، خلال زيارة الجمعة لطرابلس، المحطة الاخيرة من جولته في بلدان "الربيع العربي".
وقال اردوغان بعدما شارك في صلاة الجمعة في ميدان الشهداء الذي كان الساحة الخضراء، "يسعدني انني شاهد على الانتصار ونشر الديموقراطية في ليبيا".
وفي زيارته الاولى لليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، حيا اردوغان ايضا "ذكرى الشهداء الليبيين الذين ضحوا بأنفسهم من اجل وطنهم ودينهم على غرار ما فعل عمر المختار"، رمز المقاومة ضد الاستعمار الايطالي.
واضاف "اتوجه الى سرت وبني وليد، قبلوا اخوانكم وانضموا الى الليبيين الاخرين"، مشيرا بذلك الى المدينتين المواليتين للقذافي اللتين لم تسيطر عليهما سيطرة تامة قوات السلطات الجديدة.
وقال رئيس الوزراء التركي ان "توحيد الصفوف سيؤدي الى تطوير ليبيا ويجعل منها واحدا من افضل بلدان المنطقة".
وتأتي زيارة اردوغان لليبيا غداة زيارتي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
ورفض رئيس غينيا بيساو ملام باكاي سانها الجمعة تصريحات رئيس وزرائه كارلوس غوميز جونيور التي قال فيها ان الزعيم الليبي الفار معمر القذافي سيكون "موضع ترحيب" في بلاده، وفق بيان للرئاسة.
وقال البيان ان "الرئاسة قلقة حيال تصريح رئيس الوزراء وخصوصا حيال تفسيره"، مؤكدا ان "الرئاسة لن تسير في النهج نفسه لهذا التصريح" و"تريد تكثيف الحوار مع السلطات الليبية الجديدة". واضاف البيان ان الهدف من تكثيف الحوار مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا هو "الحفاظ على علاقات ثنائية صحية وتعزيز روابط الاخوة التي تربط بين شعبي ليبيا وغينيا بيساو".
ويتناقض هذا البيان الرئاسي تماما مع تصريح ادلى به رئيس الحكومة كارلوس غوميز جونيور الذي اعلن قبل اسبوع انه "في حال طلب القذافي المجيء الى غينيا بيساو سنستقبله بكل ترحاب وسنضمن سلامته".