قال البيت الأبيض إنه ورث حذرا بين الولايات المتحدة والعالم العربي، وهو ما يعقد مهمة الرئيس باراك أوباما في تحسين صورة بلاده في الشرق الأوسط، في غمرة مواجهة في الأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينية.وأشار بن رودس -مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي- إلى أن ثمة تحسنا –في نظر الرأي العام- لصورة بلاده في كل من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، منذ انتخاب أوباما.
أما في العالم العربي –والكلام لبن رودس- فهناك أيضا تحد كبير، عازيا ذلك إلى الأثر السلبي القديم الناجم عن الحذر المتراكم خلال فترة طويلة جدا، وإلى الصعوبة في حل مثل هذه الصراعات بسرعة، حسب تعبيره.
وأضاف "من البديهي أن يكون هناك إحباط كبير في العالم العربي مرتبط بغياب تحقيق تقدم في تسوية القضية الإسرائيلية الفلسطينية".
يذكر أن الولايات المتحدة لوحت مجددا باستخدام حق النقض (فيتو) في وجه المسعى الفلسطيني لطلب العضوية لدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، وكررت ذلك عقب خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الجمعية الذي أكد إصراره على المضي قدمها في هذا الاتجاه.
فقد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين أولوية حقيقية، وإن أي تحرك أخر لن يكون مثمرا.
وكان البيت الأبيض صرح أمس الجمعة بأن أوباما سيلتقي مسؤولين إسرائيليين هذا الأسبوع لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال بن رودس إن الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو -الذي توترت علاقاته مع أوباما- سيركز في الأساس على كيفية إعادة محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح، ومن المتوقع إجراء اللقاء يوم الثلاثاء أو الأربعاء.
الرد الإسرائيلي
وردا على خطاب عباس، قال نتنياهو إن السلام لا يتحقق بخطوات أحادية الجانب والمصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف في بيان صدر عن مكتبه أن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام، متهما السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس بما وصفه بالتهرب من الحوار المباشر مع إسرائيل.
ونقلت صحيفة إسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى -لم تذكر اسمه- قوله إن إسرائيل ليست مستعدة لأن يتم ابتزازها بالتهديد بالتوجه إلى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستبعد المسؤول أن توافق إسرائيل على التحدث بشأن حدود دائمة أو تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
من جانبها دعت زعيمة المعارضة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني الحكومة الإسرائيلية إلى المبادرة بإجراء محادثات مع الفلسطينيين.
وقالت في تصريح صحفي إن التوصل إلى اتفاقية دبلوماسية هو "السبيل الوحيد للحفاظ على يهودية إسرائيل وديمقراطيتها وأمنها وقبولها في العالم، وهذا ممكن".
يشار إلى أن الرئيس عباس أكد في خطاب ألقاه أمس الجمعة في رام الله تصميم الفلسطينيين على الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة على حدود عام 1967 وليس طلب استقلال، على أن يعود بعدها لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وقال عباس في كلمته أمام عشرات المسؤولين الفلسطينيين بمقر الرئاسة في رام الله "قرارنا الذي أبلغناه للجميع ذهابنا لمجلس الأمن. بمجرد أن ألقي الكلمة سأقدم الطلب للأمين العام للأمم المتحدة كي يرفعه لرئيس مجلس الأمن".