أولاً : أشعر ابنك بأهميته مهما كان صغرُ سنه وقلّة إدراكه ، وامنحه جزءاً من مساحة
التعبير عن نفسه حينما يعبر عن ما يحب وما يكره ، واجعل الحوار الهادئ الهادف
بينكما طريق للوصول إلى ما تريده أنت , ولا تطرد ابنك عنك ، فهذا حبيبك عليه
الصلاة والسلام يخرج مع ابن عباس رضي الله عنهما وهو لم يتجاوز العشر سنوات
يعلّمه كلمات حفظناها عن ابن عباس رضي الله عنهما عن حبيبه وحبيبنا عليه الصلاة
والسلام .
ثانياً : اظهر حبك لابنك ، وكوّن له الرصيد العاطفي الذي يبحث عنه ، فهو يتألم ويأمل ،
ويؤثر ويتأثر ، ويريدك أن تضمّه وتمسح دمعته ، وتلازمه في سراءه وضراءه ، فإذا
لم يجد ذلك الحنان الأبوي فسيبحث عنه عند غيرك وحينها يقع في مالا تتمناه
وتخشاه من الفواحش والآثام ، وفي سؤال لشباب ضيّعوا دينهم وأسرهم عن أسباب
غيّهم وفسادهم ودخولهم في الفواحش و المخدرات والآثام قال أكثرهم من أهم
الأسباب غياب آباءنا و أمهاتنا عنا واجتماعاتهم واهتمامهم بشؤونهم ومصالحهم حتى
أوقعونا في ما نحن فيه .
ثالثاً : اغضب منه لأجل رضا الله تعالى ، ومعنى ذلك هو أن لا تغضب منه لأجل نصرة نفسك
كإثبات الوجود أو تغضب منه لمصلحة دنيوية ( لا ) فالغضب من الأبناء والبنات
حينما يُقصّرون في جانب عبادتهم لربهم جل وعلا ، أو يتخلفون عن تتبع سنة
المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أو يهملون أوامر الله تعالى فلا يقومون بأدائها
، ويبادرون لكل ما نهى الله تعالى عنه فيقومون بالتعدي ومجاوزة الحد فيها ،
وإذا حققت ذلك كوّنت منهم أجيال آمنة مطمئنة حريصة على مبدأها وعقيدتها .
رابعاً : اقبلهم على ما جاؤوا عليه ، فقد يُرزق بعضنا من ابتلاه الله بعاهة أو إعاقة أو
عيب خلقي فإياك أن تتضجر مما قسمه الله لك ولابنك وأظهر الرضا وأكثر من الحمد
لله تعالى ، و لا تُحسِّس ابنك بألم إعاقته أو عاهته ، واعمل جاهداً على أن
يتكيف مع وضعه ، واصنع له طرقاً تناسبه وتناسب إعاقته ليصل إلى النجاح الذي
يريده وتريده أنت .
خامساً : لا تتصنع المثالية أمام أبناءك وبناتك واعلم أنك بشرٌ تخطئ وتصيب ، لذا عليك
إذا أخطأت بحق أحدهم أن تظهر له ندمك على خطأك وأن تبادره بالاعتذار والأسف "
وإذا اعترفنا بأخطائنا أمام أبناءنا فلن نسقط من أعينهم كما يظن البعض – وإنما
سيزدادون حباً وتقديراً لنا ، وسيتنسمون في بيوتنا روائح الصدق والمصداقية ، إن
للتصرف على السجية والطبيعة دون تكلف أو تزوير طعماً مميزاً لا يعرف لذته إلا
من ذاقه .. " دليل التربية الأسرية - البكار " .